رحيلك عني (مسابقة فرسان في الميدان)

زنوبيا كتب:

رحيلك عني حينما أتيت الى
ّ أورقت أيامي كـثيراً من الذنابق
كـثيراً من الصنوبر
أخفت خلفها كثيراً من السأم
أورقت الى حد الحجب عن الرؤية
بأكواب العمر الفارغة
رؤيتك ياملاكى أهانت الضياع الرابض
الى الحد الذى جعلنى
الى الافراط بك
أتخذ من مقلتيك رواسم لعقودى
ومن اماءة اهدابك امضاءة
واحتساؤك كـ قدح قهوة أعجمية
كـ مجبرة كى لا أتقيأك
وابتلاع زوابعك بإرادة مكتملة
الى الحد الذى يجعلنى
أرتشف قطرات غيابك الحامضة
كى لا تفارق معدتى الخاوية الا منك
والمسافات الظالمة
منذ أطعمتنى حضورك ورحلت
لا أتذوق الاك
الى الحد الذى سيجعلنى أختنق بكاءاً
كلما تذكرت الرحيل الأكبر
معدودات هى الليالى المتبقية
الى مداعبة السهاد المنزوى بضلعى الهشيم
وطاعة العبس الوخيم بشفتىّْ الهدلاء
وانصياعى للنياح المتخفى
بالدُجى الفاضح
كأسراب من الجرذان السجينة بدورق مُحكم
فـ رحيلك يقترب عند كل مساء
لينتشل يوماً ويهدينى أقداح من الفزع المرتقب
يخبرنى بفظاظته إنك له
وان وداعك قريب
أهاب تلك المجاعة المتباطئة

يداهمون قطعة من الجبن

كـ نملة مناضلة تحبو الى فتات الخبز

بقبضة أحدهم

هذا الرحيل مجاعتى

نعاس فوق عناقيد من الشوك

لا هروب من عزلتى الحمقاء

عزلتى التى تشبه قطع الزجاج المنكسر تحت اقدام عارية

نعيق غربان كريه

تشبه خوار الثور من الاحمر

ملاكـى المهاجر

دونك متناثرة أجزاءى

كـ قارورة عطر مثقوبة

مشقوقة رؤيتى كـ اللوح الخشبى المرصوف بـ قن دجاج

فنظرهم الذئب بعين يملئها الجوع

متآكلة خطاى متشبثة بذيول الهلاك

كـ أمرأة نوح فى ريعان الرحيل ..

أسترخت الرهبة ورقد فؤادى طريح

الى ان تُقلع روحى معك

ليس لى عزاء فشهقة موتى هُنا

ما إن صارت خطاك هُناك

أصبحت الكنانة مقبرتى وأنفاسها قنافذ ليل

لا تفرق بين حية وروح حية

قنافذ بلادى مثقفة تجيد القراءة أكثر من الرؤية

ولكننى لست حية

مت دونك ولم أدفن بين التراب

تكفنت بفراقك الاصم ودُفنت بين وحدتى البكماء

سأبحث على رصيف الذكريات

لربما يباغتنى طيفك بعناق كـ الذى كــان

ربما يتردد صداك من بين ركام المقاعد

ربما يشتبك فيء اناملك بـ أناملى فوق المصاعد الكهربائية

ذات حُلم لمستيقظة

ماذا سأفعل ياحبيبى ؟

والشتاء على أعتابه

أين أغمد شوقى المنهمر؟

وأحضانى الباردة كيف أدفئها ؟

أخشى ان يهجرنى المطر

كما ستهجرنى

أخشى أن ألقاه دونك كيف

سأبدو وانت بعيد ؟

كـ متسكعة ببرارى الحنين

حافية الاحلام

كـ كاتبة حمقاء قصائدى رجز وحروفى خطايا

حبيبى سيأتى يوماً يبدو شهيقى كـ السلحفاة

يزحف الى وشاحك النائم بخزانتى

اعتصره بين رئتى المصابة بوخز البعاد

وبأوج الغسق تسدل السماء ستائر الليل

وتترصع بالنجوم

وكـأننى على موعد معك عبر طارق من أرض المصطفى

يحمل رسائلك اليّ

متلحف بأمنيات بيضاء

وغد مكتظ بالفرح

يحتضن أحلامنا المؤجلة

فوق برديات العشق

أتدرى ؟

انا لستُ أدرى أى دعاء يارجل أتى بك اليٍٍّ