اكروفوبيا

من طرف **ahmed 22** الثلاثاء 31 يناير 2017, 10:51 pm

دائما ما نقول في وقتنا الحالي أن العالم يمر بسلسلة تغيرات مستمرة لا نستطيع ان نواكبها

وسرعة الأحداث تجعلنا في حالة تشتت دائم وفي حالة من التوهان والتقلب ونكاد لا نعلم صحة

مواقفنا من عدمها أو مدي قدرتنا علي الاستيعاب ومن ثم التعبير بما يدور في عقولنا بصورة سوية خالية

من التناقضات ولعل هذا أبرز ملامح العصر الحالي وهو ستار الجهل الذي تظاهرت أنفسنا أنها تفاجئت به وكأننا لا نعلم

مدي سوءات حالنا وما مررنا به من فلسفات مهترئة ادت الي فجوات زمنية بيننا وبين من سبقونا في القرون الأخيرة...

ولكن الواقع والمنطق يقول ان العالم متغير دائما منذ بداية الخليقة والا ما كنا في يوم ما نكاد نتلمس الحروف

ويسوقنا الحجر ونآكل أوراق الشجر والآن نحادثكم خلف شاشة ونتخير الحروف واللغات وفي أيدينا هاتف نستطيع

أن نقتات عن طريقة ما شئنا من أنواع الطعام ... ولكن الأمور نسبية بكل تأكيد .. والرضا في عصر القوة

أمر بات من الصعب التعامل معه .. في ظرف تحديين اثنين:

الأول : أنك مطالب بأن تتطور لكي تقابل عنجهية من سبقوك في عصر ( الأقوي يغزو ) وأن لا تكون تابع في ظل سياسات دول بعض اقوي مؤسساتها تتعامل بمنطق خرف بعض الديانات كونهم مختارين لكي يقودوا الأرض من بعض الحمقي المتآثرين برواسب لمناهج قديمة كانت تقاد في سراديب تحت الأرض في وقت ما ..

والثاني : أن الانسان يكره ما يشبهه ويتطلع لمن يختلف عنه في أسلوب حياته ايا كانت نتائجه وكيف أرتقي لها

وتقوده عيناه لكي يدقق في الاختلاف الواضح لكي يعرف أين توقف طموحه في وقت ما ..

تلك الفجوة ليست فجوة عقول وعدم استيعاب برأيي بداية بل هي فجوة تقدير (للجمال)

وما تعودت العيون أن تراه كي يستطيع العقل أن يترجمها مستقبلا ..

فهؤلاء الرسامون والفنانون صنعوا من عصر النهضة الاوروبية مقياسا مختلفا للجمال في لوحاتهم

والمؤلفين الذي سرحوا في خيالهم في كتابتهم لكي يذهبوا لرحلات الي اعماق البحر أو يكون خيالهم السارح

في اكتشاف أغوار الفضاء هو الحافز لما سيصبحوا عليه بعد ذلك وهذا كان مترسخ فيهم ومؤمنين به ..

بل هم أصبحوا قاده التطور لكي يصنع احدهم بعد ذلك تلك الناطحات العالية التي تكاد تصل للسماء

فتجدنا نغمي اعيننا من تلك الشمس الحارقة عندما ننظر للسماء لكي نتفحص هذا العلو الشاهق وقتها
فعيوننا لم تتأقلم بعد علي النظر لتلك المسافات البعيدة وأنفاسنا مازلت تتقطع عندما نظن أننا نحتاج
أن نصعد الي أعلي هذا البناء الشاهق حتي نتفحص الجمال في صنعه لا أن نصعد سلم التطور بدرجة تلك الاخري
حتي نختبر مدي جمال أن نقوم نحن بهذا الصنع وان فشلنا مرات ونحن نحاول ...

فعندما نصعد مباشرة كل ما يصيبنا
هي تلك الأكروفوبيا اللعينة فنصبح مصابين بالدوار غير قادرين علي صناعة الأفكار
كما كنا نظن ونعلم وقتها أننا مخطئين ويدركنا الوقت...

فلا يصيبه الدوار سوي من أتبع درب غيره صعودا دون النظر الي ما بين قدمية بداية

من ارثه ويضعها في نقاش اولا مع متطلبات عيشه ..

فنحن لا يصيبنا سوي التوتر والقلق الدائم في أن نعيش تلك الحلقة المغلقة في أن يكون همنا الشاغل

ان نحصل علي قوت يومنا وأن نتأمل فيمن أقل منا محددات عيشنا ..

وأن يكون الطموح هو مسار داخلي لكي نقتنص فرصة في قلعتنا المحجوبة عن العالم

لا أن نصنع أسلوب وطريق مختلف يتبعه أخرين لكي نكون أسلوب حياة نعالج به تلك الاكروفوبيا ..

نحن نحتاج لهذا النقاش بشدة ليس مع أخرين .. بل هذا النقاش مع أنفسنا الذي ينزع ملامح الخوف من المجهول

من عقولنا لبعض الوقت عند اخذ قرارات نظن في وقتها أنها صحيحة ولا نخاف تبعاتها
بل نستمر للنهاية ونستمد الشجاعة من ثقتنا بمن خلقنا

هذا النقاش الذي ينزع تلك التحفظات عن أعيننا لكي نري أنفسنا بشكل مختلف ... علنا نختلف..

الأكروفوبيا ..

نعم .. قرأتها مرارا .. وفكرت بها مليا حتى أفهم معناها

أؤيدكـ الرأي .. في أمس الحاجة لذلك النقاش مع النفس ليخرجها من ذلك المصباح الذي تظنه حدودها ولا تستطيع الخروج إلا بعامل خارجي مؤثر .. نحتاج للتحرر كي نستطيع صناعة فكرمستقل لا تفاخرا ولا عنجهية .. فكر يكن لنا سلمّا آمنا للصعود دون التوقف .. يكن منظارًا للوصل لأبعد المسافات ..

ذو العقل الواعي والفكر الراقي أحمد .. أنرت المنتدى من جديد ..

أشكر لك طرحك ومناقشتك .. موضوع كُتب بعناية شديدة ..

لي عودة هنا ..

تقبل مروري البسيط ..